أخبار

تحميل...

مواقف

ست خطوات على طريق الإصلاح بأولاد عبو

يقول الحكماء أن معرفة سبب الداء نصف العلاج، ولا يختلف اثنان على أن سبب تدهور الأوضاع والظروف المعيشية لساكنة أولاد عبو هو الفساد الذي يطبع التدبير الإداري والمالي للشأن المحلي لجماعات هذه المنطقة، وأن ذلك كله راجع إلى أن الذين يتولون هذا الأمر أشخاص لا تتوفر فيهم قيم الأمانة والصدق الإخلاص، ولا يمتلكون الأهلية لتولي هذا الأمر.
ومن المؤكد أن الخطوة الأولى على طريق العلاج تبدأ بزوال سبب الداء، يعني أن مسيرة الإصلاح تبدأ بالقضاء على بؤر الفساد وتكبيل الأيادي التي تعيث في الأرض فسادا.
من هنا، نبدأ بتأصيل خطة الإصلاح بأولاد عبو ووضع منهجها وتحديد أهدافها وتوفير الآليات والوسائل الضرورية لإنجاحها والتي يمكن بيانها على الشكل التالي:
أولا: كشف الوجه القبيح للفساد:
ويتطلب ذلك تتبع أنشطة القيمين على تدبير الشأن المحلي، وأعني بذلك المجالس الجماعية، وكشف أساليبهم وخططهم الشيطانية في نهب المال العام والتلاعب بالمصالح العامة حتى يصبح الناس مدركين للارتباط الوثيق بين فساد هذه المجالس وما يتخبطون فيه من مشاكل ستستمر في التعقيد والتفاقم ما داموا متربعين على كراسي التسيير بجماعات المنطقة.
ثانيا: بناء قوة شعبية في مواجهة الفساد:
أهم سينتجه فضح جرائم المجالس الجماعية هي جرعات متراكمة من الغيظ والغضب في صفوف الناس والشباب منهم على الخصوص، وهذه هي القذائف التي ستستعمل في الحرب على مراكز الفساد وعصابات الإجرام الإداري من أجل إخراجها من جحورها ثم القضاء عليها، وسيزداد غضب الناس عندما يدركون أن أبناءهم ينتظرهم مستقبل فظيع إذا ما قدر لهذه العصابات الإجرامية أن تستمر في التحكم في الشأن المحلي لجماعات المنطقة، وكلما ازداد غضب الناس عليهم ازدادت قوة التيار الإصلاحي وأصبحت فرص التغيير أقوى.
ثالثا: تنظيم الصف:
ويكون ذلك بتكوين رأي عام محلي متفاعل مع قضايا الشأن المحلي ومتضامن في مواجهة كل أشكال الفساد والظلم على قاعدة أنصر أخاك ظالما أو مظلوما بمعناها الذي حدده الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مساعدته ومؤازرته عندما يكون مظلوما ونصحه وإرشاده إلى الصواب عندما يكون ظالما، وذلك من أجل المحافظة على وحدة الصف ودرء كل الأسباب التي قد تؤدي إلى الفرقة والتشرذم والتي لن يستفيد منها في النهاية إلا الفاسدين.
ربعا: التركيز على الهدف المحدد:
فلا تستغل المعركة في مواجهة الفساد إلى فرصة لتحقيق مكاسب خاصة لأي طرف، شخصا كان أو جماعة أو حزبا أو غيره، ومن تبت في حقه ذلك يعتبر من فلول الفساد.
خامسا: اعتماد الأساليب والطرق المشروعة في المواجهة:
قد يكون المرء غالبا، وفي لحظة ولأبسط خطأ يرتكبه بسب انفعال أو جرعة غضب زائدة يتحول إلى مغلوب، فصاحب الحق له الحق في أن يدافع عن حقه ويطالب به بالطرق المشروعة، فإن اختار أسلوبا أو طريقة غير مشروعة أصبح هو الآخر في وضع غير سليم يجعله تحت طائلة المحاسبة والعقاب.
سادسا: الهيكلة:
لا بد من تنظيم الصف وفق هيكلة تسهل تنفيذ أي عمل يبرمج في هذا الإطار، لأن العفوية لا تنتج إلا عبثا والعبث لا يوصل أبدا إلى هدف محدد، والعمل الذي لا يروم تحقيق هدف معين عمل عقيم لا طائلة منه بل هو مضيعة للوقت وتبديد للجهد وإهدار للإمكانات.

إرسال تعليق

0 تعليقات