يعرف مجال التعمير وإعداد التراب بمنطقة أولاد عبو بجماعاتها الخمس فوضى عارمة وارتجالية واضحة في تدبير شؤونه من طرف المتدخلين في هذا القطاع المحوري بالنسبة للتنمية المحلية، ولا يمكن تجاوز حالة الفواضى والارتجالية هذه إلا من خلال تظافر الجهود بين كل المتدخلين في هذا المجال وإشراك باقي الفاعلين من هيئات سياسية وجمعوية وأطر محلية في معالجة معظلاته وإيجاد حلول لمشكلاته التي تتفاقم يوما عن يوم وتسير في اتجاه أن تصبح حالة مرضية مزمنة.
من مظاهر الفوضى التي يعرفها مجال التعمير بأولاد عبو سوء استعمال الأراضي وما يترتب عليه من إهدار للأرصدة العقارية للجماعات وتكاثر أنسجة عمرانية بدون بنية تحتية أو تجهيزات أساسية، ففي الوقت الذي تشتكي فيه جماعات المنطقة من الخصاص المهول في الأوعية العقارية التي تمكنها من تنفيذ مشاريع تنموية خاصة ذات الطابع الاجتماعي، ومن صعوبة مواكبة الحاجيات المتزايدة لساكنتها خاصة في القطاعات الاجتماعية، نرى أن هذه الجماعات لا تمتلك حتى الآن أية سياسة أو على الأقل رؤية لتنظيم استعمال الأراضي التابعة لها لوقف النزيف الذي تتعرض له هذه الأراضي خاصة من طرف المستثمرين الوافدين على المنطقة من المدن المجاورة.
مظاهر الفوضى تلك لها أسباب عدة منها ما يتعلق بتشييد بنايات خارج نطاق القانون، وبالتالي دون دراسة مسبقة لتلك المشاريع لتقييم جدواها التنموية وآثارها على محيطها وعلى النسيج العمراني للجماعة.
ومنها ما يتعلق بالزبونية والمحسوبية في دراسة طلبات رخص البناء من طرف أصحاب القرار، لذلك فرفض تلك الطلبات أو قبولها لا يكون على أساس مدى احترام الطلب للقانون ومدى استجابته لمتطلبات التنمية المحلية، بل للعلاقات والمساومات.
كما أن منها ما يتعلق بأهلية القيمين على تدبير الشأن المحلي للنهوض بالمهام المنوطة في هذا المجال وعلى رأسهم المجالس الجماعة وخاصة رؤساء الجماعات الذين لا يمتلكون أية رؤية حول قضايا التعمير بالمنطقة وبذلك يقتصرون في استعمال الصلاحيات المنوحة لهم في هذا المجال في تحقيق مكاسب سياسية استعدادا للانتخابات الموالية أو تحقيق أهداف خاصة على حساب المصلحة العامة للجماعة.
أمام هذا العبث الذي يتعرض له مجال التعمير وإعداد التراب بمنطقة أولاد عبو وأمام صمت الإدارات والهيئة المنتخبة المتدخلة فيه، فإن على مكونات المجتمع المدني والسياسي بأولاد عبو أن تتظافر جهودها لمواجهة هذه المعظلة وأن تقوم على الأقل في الوقت الراهن بإثارة الانتباه إلى خطورة ما يعرفه هذا المجال من فوضى وعبث وارتجالية.
0 تعليقات