فمعيار النجاح لمثل هذه التظاهرات ليس بعدد الذين حضروا التظاهرة، بل بمكانتهم في المجتمع والمصداقية التي يحضون بها عند الرأي العام، أما العدد فمن الممكن أن يتجاوز المئات دون أن يكون للتظاهرة أية قيمة عند المسؤولين إذا علموا أن مسارهم النضالي سينتهي مع تلك التظاهرة.
فإذا كانت التنسيقية لم تستطع تعبئة المواطنين لحضور الوقفة الاحتجاجية، بل لم تستطع حتى ضمان حضور كل أعضائها، فرغم ذلك حضر ثلة من أعضائها ونظموا الوقفة وعبروا من خلال الشعارات التي رفعوها والتصريحات التي أدلوا بها والكلمة التي ألقيت في ختامها عن مطالب الساكنة بقوة ووضوح، ثم انصرفوا عاقدين العزم على الاستمرار في هذا المسلسل النضالي بدون أي مركب نقص.
والتنسيقية تدرك أن بوقفتها تلك شكلت النواة الصلبة لجبهة قوية ستتشكل حتما في المستقبل المنظور وستكبر ككرة الثلج مع الاستمرار في الفعل النضالي بكل الصيغ المشروعة بما فيها كشف الغطاء على الأعطاب والاختلالات التي تعتري قطاع الصحة بالإقليم وعلى رأسها سوء التدبير والخصاص الفظيع في الأطر والتجهيزات.
ونحن متأكدون أن مثل هذا العمل النضالي النبيل الرامي إلى الترافع عن الحقوق المشروعة للمواطنين بكل صدق في الخطاب ومصداقية في السلوك والتزام بالقوانين الجاري بها العمل والمبادئ والقيم الأخلاقية للعمل الجمعوي الحقوقي سيحرج الجهات المسؤولة مهما حاولت تجاهله، لأنه في نهاية الأمر يزيل عنها ورقة التوت التي تستر بها تقاعسها عن القيام بواجبها في حماية الصحة العام.
إن برنامج التنسيقية يتضمن صيغا متعدده من العمل النضالي في مواجهة الإهمال والتهميش الذي يتعرض له قطاع الصحة ببرشيد وما تسبب فيه من خصاص في الخدمات الاستشفائية وتدني في مستواها، وهو برنامج مستمر إلى حين تحقيق أهداف هذه المسيرة النضالية مهما تطلب ذلك من الجهد والوقت.
0 تعليقات