أخبار

تحميل...

مواقف

بيان صالح لكل زمان ومكان: بيان الجماعة الإسلامية حول حرب الخليج الثانية

هذا هو نص البيان الذي أصدرته الجماعة الإسلامية المغربية إبان غزو أمريكا للعراق سنة 1991 بدعوى تحرير الكويت بعد أن شكلت تحالفا من ثلاثين دولة بينها دول إسلامية كلها تكالبت على العراق آنذاك وقتلت شعبه المسلم وجوعته وهجرته، ليتضح فيما بعد أن الهدف الحقيق من الحرب آنذاك هو تدمير القدرات العسكرية والاقتصادية لهذا البلد الذي كان منشغلا بالحرب مع إيران وخرج منها منتصرا، فكان التخوف من أن يصبح قوة إقليمية بالشرق الأوسط تزاحم أمريكا على مصالحها وتهدد أمن الكيان الصهيوني.

نرى أن هذا البيان لو أعيد نشره بتغيير اسم العراق بـ "غزة" لكان مناسبا دون تغيير أي كلمة أخرى من كلماته.

نص البيان:

 بسم الله الرحمن الرحيم

جمعية الجماعة الإسلامية

شارع المقاومة الرباط

بـیــــــــــــــــان

حول حرب الخليج

دروس وعبر



أيها الشعب المغربي المسلم .

إن حرب الخليج الاخيرة تعتبر بحق محطة هامة في تاريخ الأمة المعاصر إذ نتج عنها تحول نوعي في وعي المسلمين وشعورهم مما يقتضي مراجعة فعلية لما كنا عليه من قناعات فكرية ومواقف سياسية وأنماط سلوكية.

ا - إن صمود العراق منفردا ضد التحالف الصليبي الصهيوني بجيوشه واساطيله واموال حلفائه من عرب وعجم يعتبر نصرا عظيما وسببا لإنعاش الأمل في قلوب المؤمنين ودليلا على نمو عناصر  المقاومة في الامة وتقدمها في الأخذ بأسباب القوة والمنعة ذلك أنه في بداية القرن كانت الدولة الأوروبية الواحدة تستعمر عدة أقطار إسلامية في نفس الوقت بينما تخفق اليوم أكثر من ثلاثين دولة منها ثلاث دول عظمی (آمریکا، بريطانيا، فرنسا) في إخضاع دولة إسلامية واحدة .

2 - لقد كشفت الحرب زيف مبادىء الغرب المعلنة من حرية وعدالة واحترام لحقوق الانسان إذ بينت أنه في سبيل تحقيق مصالحه لا يبالي بارتكاب الظلم والطغيان والاعتداء وقتل الصبيان والنساء والشيوخ وتحطيم معالم الحضارة ومآثر التاريخ مما لا يدع مجالا للشك أنه لا يمكن أن يكون لنا صديقا أو مسالما مالم نتبع ملته ونكون في خدمة مصالحه (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) وأن كل محاولة من جانبنا لاستقلال حقيقي سياسي أو عسكري أو اقتصادي أو تشريعي أو ثقافي سيواجهها الغرب إن اقتضى الحال بالحرب والابادة والدمار الشامل ليستمر في استعباد شعوبنا واستعمال حكامنا ونهب ثرواتنا .

3 - لقد حطمت الحرب أسطورة القوة المادية التي لا تقهر إذ استطاعت دولة من العالم الثالث بإيمانها أن تواجه أمريكا وحلفاءها كما حررت عموم المسلمين من عقدة إسرائيل التي لا تغلب التي روج لها دعاة الاستسلام من أمتنا إذ تساقطت صواريخ الحسين على الكيان الصهيوني ليذوق مرارة الرعب الذي مارسه على الشعب الفلسطيني المسلم أكثر من أربعين سنة إلى أن يحين تحرير فلسطين كاملة ان شاء الله تحت راية الاسلام تصديقا لقول الرسول صلی الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتي يختبيء اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعالى فاقتله إلا الغردق، فإنه من شجر اليهود».

4 ـ إن صراعنا ضد الغرب أكبر من أن يحصر في معركة عسكرية مهما كانت نتائجها المرحلية بل هو صراع حضاري شامل ومستمر. ولقد قام العراق قيادة وشعبا بدور مشرف فيه ووجب على كافة المسلمين أفرادا وهيئات وحكاما ومحكومين أن يقوموا بالذي عليهم في المحافظة على مكتسبات هذه الحرب وتنميتها وذلك بالاعتزاز بالإنتماء للاسلام وتعزيز الالتزام به في حياتنا الفردية والجماعية ورفض كافة مظاهر التبعية للغرب والذوبان في حضارته والتعامل الحذر مع إعلامه ومنتوجاته التي يعمل من خلالها لإعادة ترويض المسلمين مرة أخرى بعد ان انكشفت حقيقته وافتضحت نواياه العدوانية تجاه أمتنا.

5 - إن هذه المعركة تشكل بداية المعركة الثانية للتحرير الشامل للمسلمين من هيمنة الغرب بعد تحررهم من استعماره في المعركة الأولى، فاحرص أيها المسلم أن تكون من مجاهديها ولا تفوت على نفسك فضل الله بالقعود مع المتخاذلين المستلبين للغرب وحضارته وعلى حكام المسلمين أن ياخذوا بأسباب القوة والمنعة والاستقلال الشامل وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم» ليتسنى لهم القيام بدورهم التاريخي في هذه المرحلة من حياة أمتنا ويستحقوا فضل الله بالعزة التي كتبها لنفسه ورسوله والمومنين ولله العزة ولرسولهه وللمومنين ولكن المنافقين لا يعلمون، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

وحرر بالرباط في 18 شعبان 1411 الموافق 05 مارس 1991.

عن المكتب التنفيذي

الرئيس : عبد الاله بنكيران

إرسال تعليق

0 تعليقات