أولاد عبو: كوارث بيئية بسبب المقالع

بدأت المقالع تنتشر بمنطقة أولاد عبو بطريقة جعلت الناس يتوجسون خيفة من عواقب هذا الزحف الذي دمر حتى الآن مئات وربما آلاف الهكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة سواء بسبب أشغال الحفر من أجل استخراج الأتربة والحصي أو بسبب عمليات التنقية التي تخضع لها المواد المستخرجة.

فعمليات فرز وتنقية المواد المستخرجة والتي تتم بواسطة الغربلة أو الغسل تتسبب في أضرار كبيرة للبيئة والصحة العامة، حيث تتسبب عمليات الغربلة في انبعاث غبار يتطاير في محيط تلك المقالع فيتضرر منه الناس والمزروعات والدواب، أما عمليات الغسل فتتضرر منها الفرشة المائية سواء بتسرب المياه المستعملة إليها أو بسبب بلوغ عمليات الحفر لهذه الفرشة.

يُذكر أن عدد كبير من المستثمرين في قطاع المقالع اشتروا أراضي بمئات الهكتارات الصالحة للزراعة مهم من يريد تحويلها إلى مقالع جديدة ومنهم من يريد توسيع المقالع الحالية.

الذي زاد من تفاقم مشكل انتشار المقالع بالمنطقة بهذا الشكل المثير والمخيف غياب المراقبة الحقيقية لأنشطتها ومدى احترامها لدفاتر التحملات، بل إن السلطات أعلنت مؤخرا عن بحث عمومي من أجل توسيع مقلع لطالما رُفعت شكايات متعددة حول الأضرار البيئية والصحية الخطيرة التي يسببها للساكنة المجاورة، في وقت كانت الساكنة ومعها مكونات الجتمع المدني تنتظر من تلك السلطات التدخل من أجل فرض احترام القانون ومقتضيات دفتر التحملات على الشركة صاحبة المقلع خاصة بعد الوعود الكثيرة التي قدمتها بهذا الشأن عندما تأكدت من صحة ما أثارته تلك الشكايات.

يعلم الجميع أن المقالع شر لا يمكن الاستغناء عنه، لكن المؤكد كذلك أن هناك أضرار لا يمكن أن تبررها الحاجة إلى تلك المقالع وهي تلك التي تهدد الحياة البشرية التي تعتبر المحافظة فوق كل اعتبار.