صحيح أن الديمقراطية المحلية في مفهومها العام هي مشاركة المواطنين في تدبير الشأن العام المحلي من خلال اختيار من ينوب عنهم في تسيير شؤون جماعاتهم المحلية، وهي مطلب أساسي ومحوري من متطلبات التنمية المحلية، وغيابها سبب في توقف عجلة التنمية بعدة جماعات منها الجماعات المحلية بمنطقة أولاد عبو.
فالديمقراطية المحلية بجماعات منطقة أولاد عبو ما تزال تعاني من أعطاب كثيرة تفرغ مفهومها الحقيقي من محتواه وتجعل منها مجرد وسيلة يستغلها أصحاب المال والنفود للوصول إلى مناصب مهمة يستغلونها لتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب المصالح العامة للجماعات.
ثلاثة أطرف أساسية شريكة في إصابة الديمقراطية بتلك الأعطاب:
الطرف الأول: المواطن
المواطن الذي يصوت على مرشح لا يقدم له رؤيته التي سيعتمدها في إدارة شؤون الجماعة ولتحقيق التنمية المحلية، وبدل أن يكون البرنامج الانتخابي للمرشح هو الأساس الذي يعتمده الناخب في اختيار من سيُصوت عليه، يتحكم في اختياره اعتبارات أخرى كالعلاقات العائلية والصداقات وانتهاز الفرص لقضاء بعض الأغراض أو تحقيق بعض المكاسب والتي تكون كلها مجرد أمور شخصية تافهة.
الطرف الثاني:الفاعلين السياسيين:
وخاصة الأحزاب التي تجعل من الانتخابات تجارة موسمية لبيع التزكيات والحصول على الدعم الذي تقدمه الدولة لهذا الغرض، فتراها تفتح لها مقرات إبان الانتخابات ثم تبدأ بالبحث عن الراغبين في الترشح من أصحاب الأموال والنفوذ لتبيع لهم التزكيات، وما أن تنتهي الانتخابات حتى تختفي من الساحة، حتى إذا فاز من مرشحيها أحد تحول هو نفسه إلى بضاعة للبيع في سوق الناخبين الكبار.
الطرف الثالث:
الطرف الثالث:سلطة المراقبة:
وهي السلطة الوصية على الجماعات المحلية والموكول إليها متابعة أنشطة الهيئات المنتخبة حتى لا تُخل بالتزامتها اتجاه ناخبيها وفقا لما نصت عليه النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالجماعات المحلية.
فعندما تغض هذه السلطة الطرف عن خروقات المنتخبين ولا تتخذ أي إجراء في حقهم أيا كان كانت المخالفة التي ارتكبوها، وهذا يرسخ لدى المواطن شعور بأن المنتخب صاحب سلطة مطلقة ولا يحاسب عن تصرفاته وبالتالي لا توجد ضمانة بأن من سينتخبه المواطنون سيفي بالتزاماته وبالتالي تجد هذه العبارات تتردد كثيرا بين الناخبين:
كلشي شفار. - لصوتنا عليه وما دار والوا آش غادي يوقع ليه - غادي ينجح وما يبقاش يسول عليك ... وعبارات أخرى غيرها كثير.
0 تعليقات