أخبار

تحميل...

مواقف

متطلبات الإصلاح بأولاد عبو

محمد الموحد

في أولاد عبو وكباقي مناطق المغرب، الناخب الفاسد هو السلم الذي يتسلقه المنتخب الفاسد ليصل إلى مواقع المسؤولية، فرغم العيوب التي تشوب نظامنا الانتخابي، ورغم الحياد السلبي للجهات المشرفة على الانتخابات، لولا شهادة الزور للناخبين الذين يبيعون ضمائرهم بعرض من الدنيا لما تمكن هذا الكم الهائل من الفاسدين من تولي المناصب والجلوس على كراسي تدبير الشأن العام، كما أن الأسباب التي تدفع الناخبين لبيع ضمائرهم رخيصة في سوق الانتخابات بمناطق أخرى لا تختلف عنها في أولاد عبو.
لهذا فإن متطلبات التخلص من تحكم الفاسدين في مقدرات الجماعات بأولاد عبو واستغلالها لقضاء مصالحهم الخاصة على حساب المصالح العامة للجماعة لن تختلف عن تلك التي مكنت الجماعات التى تحررت من هذا الغول وانطلقت نحو مستقبل أفضل من خلال تحريك عجلة التنمية المحلية بمختلف أبعادها.
أول هذه المتطلبات وجود نخبة صادقة وومؤهلة من الفاعلين السياسيين والجمعويين تعمل على توعية المواطنين وتأطيرهم وإيقاظ الوعي لدى الشباب باعتباره الأقدر على العمل الميداني في ساحة النضال من أجل التغيير والإصلاح.
المطلب الثاني يتعلق باعتماد أساليب ووسائل تناسب خصوصيات المجتمع العبوبي وخاصة ما يتعلق بالتقاليد والأعراف السائدة وأبرزها نفور المواطنين عموما وخاصة أهل المروؤة بهذه المنطقة من الدخول في صراعات وصدامات مع المسؤولين سواء كانوا إداريين أو منتخبين واكتفاؤهم بالدعم غير المباشر لأهل الصلاح كلما تمكنوا من ذلك.
المطلب الثالث يقضي بأن يُميز أهل الصلاح أنفسهم عما سواهم من الانتهازيين والوصوليين، فقد تتشابه الأهداف المرحلية لكن الغايات تختلف حد التضاد، وهذا نلاحظه اليوم بوضوح بمنطقة أولاد عبو، حيث أن كل من له خصومة مع مسؤول حكومي أو منتخب ينضم إلى صف المطالبين بالإصلاح، وهو معروف عند الرأي العام بفساده، فيرى فيه أهل الصلاح دعما لصفهم وفرصة للاستقواء على خصومهم فيتعاملون معه على أنه واحد منهم، لكن ما أن يحقق أهدافه حتى يعود إلى مكانه بين المفسدين بعد أن يكون وجوده لتلك الفتره بين أهل الصلاح قد ترك انطباعا سيئا عنهم لدى أهل المروءة من المواطنين.
إن الإصلاح بأولاد عبو ليس مهمة سهلة ولا يستطيعها كل من هب ودب، بل تحتاج إلى رجال ونساء متشبعين بالقيم النبيلة والأخلاق الحميدة ومسلحين برصيد معرفي يؤهلهم ليكونوا قادة حقيقيين يلتف حولهم أهل المروءة والشهامة ليشكلوا معهم  قوة صالحة تساهم في التغيير من أجل الإصلاح والبناء.

إرسال تعليق

0 تعليقات