عندما تصبح السلطة خصما لأحزاب سياسية وحليفا استراتيجبا لأخرى فإن دورها يتحول من فرض احترام القانون إلى فرض اختيارات معينة على الناس، ومن ممارسة عمل إداري طبقا للنصوص القانونية إلى عمل سياسي وفق أجندات يحددها اللوبي الذي تنحاز إليه هذه السلطة.
والمؤسف أكثر أن باقي المؤسسات العمومية غالبا ما تصبح تبعا للسلطة في ذلك وتصبح هي الأخرى مجرد أدوات مُتحكم فيها من طرف اللوبي المتحالف مع السلطة يستغلها لأجل أهداف سياسية ومصالح خاصة.
كل هذا يحصل بعد طول حديث عن المفهوم الجديد للسلطة والذي قيل أنه سيجهل منه أداة لتحقيق التنمية أو على الأقل المساهمة في تحقيقها وهو الأمر الذي ما فتئ ملك البلاد يدعو إليه في خطاباته ولقاءاته مع المسؤولين.
طبعا السلطة المحلية بأولاد عبو ليست استثناء في ذلك، بل تبنت مفهوما مناقضا تماما لمفهوم السلطة الذي دعا إليه ملك البلاد وتصر على الانحياز إلى طرف سياسي بعينه وهو الذي ينتمي إليه رئيس بلدية أولاد عبو بل انحازت للأسف له كشخص وليس كمؤسسة حيث تطبل له صباح مساء والباشا يلقي محاضرات على زواره في مكتبه يتحدث فيها عن منجزات هذا الرئي وعن المشاريع الوهمية التي سيجلبها لأولاد عبو والحلول التي سيبدعها لحل مشاكلها وهو الذي لم يستطع حتى حل مشاكل السير والجولان في المركز ومشكل النظافة المتفاقم باستمرار.
لكن أكثر ما تتخوف منه ساكنة أولاد عبو هو الكارثة التي ستقع خلال الاستحقاقات الانتخابية القادمة إذا أشرف عليها الباشا الحالي، وهو الموضوع الذي سنعود له مستقبلا.
0 تعليقات